يُعد الكاحل من المفاصل الحيوية في الجسم، حيث يلعب دورًا أساسيًا في الحركة والتوازن. وقد يلجأ الكثيرون إلى التدخل الجراحي لعلاج كسور الكاحل، أو إصلاح أربطة ممزقة، أو لإزالة نتوءات عظمية، أو لعلاج التهابات مزمنة. ورغم نجاح العديد من هذه العمليات، فإن بعض المرضى يعانون من ألم مزمن بعد الجراحة (Post-surgical pain)، وقد يستمر لأشهر أو حتى سنوات، مما يعيق الحركة ويؤثر على نوعية الحياة.
أسباب الألم المزمن بعد جراحة الكاحل
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى استمرار الألم بعد الجراحة:
1. تليفات أو التصاقات حول الأعصاب
قد تنشأ بعد العملية وتسبب تهيجًا أو ضغطًا على الأعصاب المحيطة بالكاحل.
2. أذية عصبية أثناء الجراحة
قد تؤدي إلى اعتلال عصبي موضعي مع أعراض مثل الخدر أو الألم الحارق.
3. التهاب المفصل أو استمرار الالتهاب
قد يكون بسبب عدم اندماج العظم بشكل صحيح، أو بسبب التهاب مزمن.
4. ألم عضلي أو حركي ثانوي
نتيجة قلة استخدام المفصل، أو تعويض خاطئ في طريقة المشي، مما يسبب إجهادًا في العضلات المجاورة.
5. ألم ناتج عن تثبيت معدني
مثل البراغي أو الشرائح التي قد تضغط على الأنسجة أو تسبب تهيجًا مع الحركة.
خصائص الألم المزمن في الكاحل
- ألم مستمر أو متكرر يزداد مع الوقوف أو المشي.
- شعور بالحرق أو الوخز حول الكاحل.
- تيبس أو قيد في الحركة.
- حساسية زائدة عند اللمس أو عند تغير درجة الحرارة.
- أحيانًا قد يصاحبه تورم خفيف.
دور طب علاج الألم
يُعتبر طب علاج الألم تخصصًا متكاملًا يتعامل مع الألم المزمن بطريقة منهجية، وليس فقط عبر وصف المسكنات. في حالة ألم الكاحل بعد الجراحة، يشمل الدور العلاجي ما يلي:
1. التشخيص الدقيق
- استخدام الفحص السريري الدقيق لتحديد طبيعة الألم (عضلي، عصبي، التهابي).
- إجراء تخطيط أعصاب أو تصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد أي تهيج أو أذية عصبية.
- حقن تشخيصي موضعي لتحديد مصدر الألم بدقة.
2. العلاج الدوائي
- أدوية مضادة للألم العصبي (مثل بريجابالين أو دولوكستين).
- مضادات التهاب غير ستيرويدية.
- مرخيات عضلية عند وجود تشنج عضلي.
- أحيانًا مسكنات قوية لفترات محدودة في الحالات الشديدة.
3. الحقن التخصصي
- حقن مخدر موضعي أو كورتيزون حول الأعصاب أو داخل المفصل.
- العلاج بالتردد الحراري للأعصاب المحيطية لتقليل الإشارات العصبية المؤلمة.
- في بعض الحالات، استخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) لتعزيز الشفاء.
4. العلاج الفيزيائي والتأهيلي
- إعادة تأهيل المفصل لتحسين الحركة.
- تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالكاحل.
- تقنيات تفريغ الوزن والتوازن لتحسين المشي.
5. العلاج النفسي والدعم السلوكي
في الحالات المزمنة، يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تقليل تأثير الألم على حياة المريض.



